لقاء صحفي مع سعيد العطوي: صوت الصحراء الذي لا يُنسى - العالم الرقمي لخدمات الميديا

 



في قلب الصحراء، حيث الرمال تمتد بلا نهاية، والحرارة تلامس السماء، ولد صوت مختلف... صوت هادئ، لكنه قوي. صوت قرر أن يروي حكاية الأرض التي نسيناها، وحيوانات لا تملك صوتًا تدافع به عن نفسها. إنه سعيد العطوي، شاب سعودي أعاد صياغة العلاقة بين الإنسان والطبيعة بطريقة مدهشة ومؤثرة.

هذا ليس مجرد محتوى عابر على الإنترنت... بل هو رسالة، ورؤية، وتحول حقيقي في وعي جيل كامل تجاه الطبيعة والحيوان. في هذا المقال، سنغوص معًا في عالم سعيد العطوي، ونسلط الضوء على قصته، وأفكاره، ومواقفه، وتأثيره الإيجابي في عالم يحتاج الآن أكثر من أي وقت مضى لمن يحملون راية "الرفق والإحياء".

🐪 الرحلة تبدأ من الصحراء
سعيد العطوي ليس مجرد ناشط بيئي أو محب للحيوانات، بل هو ابن بيئة تربى على قسوتها وجمالها في آنٍ واحد. الصحراء ليست فقط خلفية لمحتواه، بل هي شخصيته الثانية. الرمال، الشجيرات البرية، صرخات الريح، وآثار الأقدام على الرمال... كلها عناصر حاضرة في أعماله، تُشكّل الأساس الذي يبني عليه رسائله ومشاريعه.

منذ سنوات، بدأ العطوي في توثيق مظاهر الحياة البرية في الصحراء، مع التركيز على الحيوانات التي تكافح للبقاء، مثل الضباع، الثعالب، وحتى الطيور الجارحة. لاحظ أن هذه الحيوانات تُعاني من الإهمال، وقلة الموارد، وتغيرات المناخ، فتولدت لديه الرغبة في أن يكون جزءًا من الحل لا المتفرج فقط.



🧠 وعي بيئي غير تقليدي
أحد الأشياء التي تميز سعيد العطوي هو الدمج بين الوعي البيئي والفكر الإنساني. هو لا يتعامل مع الطبيعة ككائن خارجي، بل يعتبرها "شريك حياة"، ويُصر دائمًا على أن العلاقة بين الإنسان والطبيعة ليست علاقة سيطرة، بل علاقة انسجام واحترام متبادل.

يقول في أحد لقاءاته:
"إذا عرفت قيمة الحيوان البري، بتعرف قيمة نفسك... لأنه مقياس حضارتك هو قدرتك على التعايش مش التملك."

هذا الوعي لا يُعبّر عنه فقط بالكلام، بل بالفعل. فالعطوي يقوم بزراعة النباتات المحلية في مناطق جافة، ينظف الصحاري من المخلفات، ويوفر مصادر ماء مؤقتة للحيوانات في فترات الجفاف، وهو بذلك يُمارس ما ينادي به.

🐾 الرفق بالحيوان: فلسفة قبل أن تكون سلوك
الرفق بالحيوان عند سعيد العطوي مش مجرد عمل خيري أو نشاط موسمي، بل هو عقيدة وسلوك يومي. هو يرى أن الحيوانات، خاصة البرية منها، لا تملك من يدافع عنها، وأن قسوة البشر وسلوكهم غير المسؤول قد يدفع هذه الكائنات للانقراض بصمت.

في واحدة من أشهر المبادرات اللي قام بها، وثّق العطوي رحلة إنقاذ لحيوان مصاب في وسط الصحراء، قام بإعطائه الماء والعلاج، وتركه يعود لبيئته بأمان. كانت هذه القصة كفيلة بتغيير نظرة آلاف الشباب اللي شافوا كيف يمكن لرحمة بسيطة أن تُحدث فرقًا حقيقيًا.

🌱 إعادة ترميم الطبيعة: بناء بعد الهدم
واحدة من القضايا اللي تبناها العطوي بشكل واضح هي إعادة تأهيل البيئات الطبيعية. مش بس ككلام، بل كممارسة ميدانية.
فبعد ما لاحظ آثار التدمير البشري، من تجريف، ورمي نفايات، وبناء عشوائي في المناطق البرية، قرر أن يشتغل بنفسه على إعادة الحياة لهذه المناطق.

من أشهر مشاريعه، زرع أنواع نباتية مقاومة للجفاف في مناطق مهجورة، واللي بدأت بعد شهور ترجع للحياة! المياه الجوفية زادت نسبيًا، الحيوانات رجعت تمر من هناك، والنظام البيئي بدأ يتعافى تدريجيًا.

هذا النوع من العمل مش بس محتاج وعي، لكنه كمان محتاج صبر، شغف، واستعداد للتحديات. وده اللي بيميز سعيد العطوي عن غيره.

👣 أثره في الناس والمجتمع
وجود شخص زي سعيد العطوي على الساحة فتح باب واسع للتأثير. كثير من الناس، خاصة الشباب، بدأوا يتفاعلوا مع قضاياه، ويعيدوا التفكير في سلوكهم اليومي تجاه الطبيعة.

ناس بدأت ترش مويه في الصحارى عشان الطيور، وناس بدأت تنظف الأماكن البرية، وتحذر غيرها من رمي المخلفات. فيه حملات كاملة اتبنت على أفكاره، وبعض المدارس استخدمت مقاطعه كمواد تعليمية عن البيئة.

التأثير مش بس في الوعي، بل في التغيير السلوكي الحقيقي، وده أعظم إنجاز ممكن يصنعه صانع محتوى.

🏞️ رسالة تتجاوز الجغرافيا
الجميل في قصة سعيد العطوي إن رسالته مش مرتبطة بسياق جغرافي معين. صحيح إنه بينقل من بيئة صحراوية سعودية، لكن رسالته تتعدى الحدود.

البيئة، والحيوانات، والرحمة، كلها مواضيع تهم كل إنسان، في أي مكان. لذلك صار محتواه يُتابَع من ناس في الخليج، والمغرب العربي، ومصر، وأوروبا كمان.

كل واحد فينا يقدر يلاقي جزء من نفسه في هدوء الصحراء، أو نظرة حيوان عطشان، أو في فرحة حياة رجعت بعد ما كنا نظنها انتهت.

🔚 في الختام: الصحراء ليست صامتة
في عالم مليان ضجيج، يظهر شخص زي سعيد العطوي علشان يقول لنا إن الصحراء مش صامتة، بل فيها حياة، ومشاعر، وأصوات تنتظر من يسمعها.

العطوي ما جاش بس علشان ينقل صور حلوة، هو جاء علشان يعمل "إحياء"، يعيد إحياء الحس الإنساني فينا، وحبنا للطبيعة، ومسؤوليتنا تجاه مخلوقات الله.

في زمن السرعة والتكنولوجيا، يعلّمنا سعيد العطوي درس مهم:
"أحيانًا، لازم تبطئ، تسمع صوت الريح، وتشوف أثر الحيوان في الرمل، وتحس إنك مش سيد الأرض... بل مجرد ضيف فيها."

Copyright © Digital WMS. All Rights Reserved.